الأربعاء، 15 فبراير 2012

ازدواجية شخصية المسلم ... احد اسباب سقوط الامة : الجزء الاول

احد اهم اسباب سقوط الامة حالة انفصام الشخصية التي يعيشها المسلم , و ان اردنا التعمق في اسباب و نتائج هذه الحالة المرضية و كيفية علاجها , وجب ضرورة التعمق في ماهية الشخصية السليمة للفرد و مكوناتها بشكل عام فشخصية المسلم و مكوناتها بشكل خاص ثم استبيان مواضع المرض فيها و كيفية علاجها .

في هذا المجزء الاول ساحاول , التعمق في تحليل ماهية الشخصية السليمة للفرد و مكوناتها .

تتكون شخصية الفرد عموما من مكونين اثنين :

ـ العقلية : وهي كيفية ادراك و فهم الفرد لمحيطه .

ـ النفسية : وهي اهواء, ميولات و احاسيس الفرد .

ولا يمكن باي شكل من الاشكال عزل هذين المكونين عن بعضهما , اذ تربط بينهما علاقة تكامل, تجانس و تناسق , فالنفسية تنبثق من العقلية و العكس صحيح, اي ان اهواء و ميولات و احاسيس الفرد تنبثق بالضرورة من كيفية ادراكه و فهمه لمحيطه و ان كيفية ادراكه و فهمه لمحيطه تنبثق بالضرورة ايضا من اهوائه و ميولاته و احاسيسه , و انطلاقا من هذ الطرح, يمكن ان نلاحظ ان العقلية تنتج نفسية تنتج بدورها عقلية جديدة و هكذا دواليك, و هذا ما يسمح للفرد بالتطور و مواكبة عصره, و لكن ان امعنا النظر في هذه المعادلة , سنجد انها ذات مجهولين , اي اننا سنسقط في لغز , من اتى اولا ؟ البيضة ام الدجاجة ؟ ... و لحل هذه المعادلة , و جب بالضروره ايجاد عنصر ثالث , حتى نثبت احد المجهولين , العقلية او النفسية , و هنا يطرح اشكال جديد , ايهما يمكن ضبطه و تثبيته و الزامه بقيمة اصل لا تتغير مع الوقت و لا الظروف ؟

فالتحكم في احد هذين المكونين , تثبيته و تاصيله , لا يمكن ان يتم الا اذا كان للمكون خاصية تمكن من التحكم به .

فاما العقلية فهي و كما سبق تعريفها في هذا السياق , كيفية ادراك و فهم محيط الفرد , اي انها في جانب منها بالاضافة الى ارتباطها بالنفسية, هي نتاج اعمال العقل , العقل الذي ينتج فكرا , اي انها نابعة من كيان الفرد و لا تربطها بالواقع سوى علاقة الملاحظة في حين ان انتاج الفكر يتم داخل كيان الفرد بمعزل عن المحيط, و اما النفسية و كما سبق تعريفها في هذا السياق ايضا , اهواء و ميولات و احاسيس , اي انها ايضا في جانب منها بالاضافة الى علاقتها بالعقلية , هي نتاج للتاثر بالواقع , الواقع المتغير , اي انها ليست نابعة من كيان الفرد بمعزل تام عن المحيط , صحيح ان انتاج المشاعر يتم داخل كيان الفرد و لكن العلاقة الرابطة بين هذا الفعل و الواقع تتعدى الملاحظة لتصل للتاثر به و تحكمه , الواقع, في نتيجة هذا الفعل ,انتاج المشاعر.

و مما سبق يمكن استبيان عدم القدره على التحكم في النفسية بقدر القدرة على التحكم في العقلية , اي و بالرجوع لاصل الموضوع , حل معادلة انبثاق مكوني الشخصية من بعضهما البعض و البحث عن المكون الذي الاجدر بالتثبيت و التاصيل , يمكن ان نتبين ان اول اسس تكوين شخصية سليمة , هو تثبيت عقلية الفرد , اي كيفية فهمه و ادراكه لمحيطه.

و اذا تحدثنا عن تثبيت العقلية , طرحنا مجموعة اسئلة ؛

كيف نثبت فكرنا ؟ ماهو الثابت الذي وجب ان نفصل عقليتنا بالرجوع اليه ؟ كيف نثبت كيفية ادراكنا و فهمنا لعنصر غير ثابت , المحيط و بالتالي الواقع , دون ان ننفصل عنه و دون ان نعتزله و بالتالي نتركه يتجاوزنا ؟

الاجابة في الجزء الثاني.

دجو