الناطقون بعد الـ 14 ، هكذا أسميهم ، هم من كانوا شياطين خرساء عندما كان الظلم و الذل يحكمنا ، هم من لم يكلفو أنفسهم الجهاد بأضعف الإيمان : كلمة الحق .
كلنا كنا مظطهدين ، كلنا كنا مقموعين و كلنا كنا مقيدين ....
لكن لم نكن كلنا شجعان و نزهاء أمام حق شعبنا ، و حق وطننا و حق تاريخنا و حضارتنا ...
هناك من إختار أن يكون شريفا و أن يجاهد بما إستطاع للجهاد من وسيلة : كلمة الحق عند سلطان جائر و هناك من إختار أن يكون نعامة و يغمس رأسه في الرمل ، يعيش رافعا شعار : أنا لا أرى ، لا أسمع ، لا أتكلم
لا ألوم هؤلاء و لا أتهمهم بالعمالة و لا الخيانة كما يفعل البعض ، فمستوايات الوعي أو الجرأة تختلف من فرد لفرد ، وهذا خارج عن نطاقنا ...
و لكن ما يحز في نفسي اليوم ، هو محاولة البعض منهم إبراز نفسه كتشي غيفارا تونس ، و كقائد ثورة لم يشارك فيها أصلا ، و ما يزيد الطين بلة هو نجاح البعض من المتعيشين من الثورة في ربط هذه الصورة بنفسه .
أرى اليوم إنتهازيي الثورة و راكبيها ، سواء كان ذلك في العالم الإفتراضي أو الواقعي ، يسردون وقائع ، طبعا هي من نسج خيالهم ، لبطولاتهم و وقوفهم الدائم في وجه بن علي و طرابلسيته ...
لن أتطرق للأشخاص هنا ، حتى لا أتهم بشن حملة على فلان أو فلان ، و لكني سأتحدث عن بعض الصفحات الفايسبوكية دون تسميتها ، صفحات لم أسمع بوجودها ، رغم مدون أعمل في المنتديات و مدونات البلوغسفير و صفحات الفايسبوك منذ سنين ، ـ لم أسمع ـ قبل 14 جانفي ...
صفحات و إتحادات للصفحات تأسست كلها بعد 14 جانفي ، أي بعد زوال خطر بن علي ... صفحات تزعم أنها من قام بالثورة ، صفحات تزعم أنها لطالما تعرضت لمضايقات إبان حكم الطاغية ...
الحقيقة التي لا ينكرها أحد ، أن الثورة لم يقدها أي كان ، الثورة إنطلقت من سيدي بوزيد كمسيرات إحتجاج و مطالبة بحق البوعزيزي غفر له الله ، الثورة ولدت هناك ، و ترعرعت في الڨصرين و لم تكن وقتها ثورة بعد ، الثورة لم تصبح ثورة إلى بعدما شملت كل جهات تونس ، و أعود و أقول لم يقدها أحد .
لا ينكر أحد أن الصفحات الفايسبوكية ساندت الثورة ، بتغطيتها إعلاميا ، و لكن لم تقدها ، صحيح أنها حرضت على الثورة و لكنها لم تقدها ...
بعض مشرفي الصفحات ، كانوا سباقين في نشر الأخبار التي كانت محينة و لعبت دور الإعلام الرسمي حين كان الإعلام الرسمي يتهم الثوار بأنهم " مجموعة من الأفراد الملثمين " البعض من هؤلاء كانو يتحركون ميدانيا و إفتراضيا و كانو بحق عاملا أساسيا في إنجاح الثورة ، البعض الآخر إختار أن يراهن على الحصان الرابح أو بالأحرى المرشح للربح : بن علي و أزلامه و عارض الثورة و بعد 14 جانفي أخفى صفحته و إختفى ...
باختصار مجموعة من الأسئلة لم يدعي البطولة :
أين كنت قبل 14 جانفي ؟
متى أنشأت صفحتك ؟
ماهي المواضيع التي كانت صفحتك تناقشها ، هذا إن كانت تناقش أصلا ، قبل 14 جانفي ؟
هل حافظتم على نفس الخط التحريري في صفحاتكم ؟
ماهو تاريخكم الذي يمكن أن تدعموه بدلائل ؟
بإختصار : من أنتم ؟؟؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.