الأربعاء، 21 ديسمبر 2011

الصراع الفكري ... كيف يكون ؟

نوعية الخطاب تحدَّد من منطلق موقع المخاطِب و موقع المخاطَب :
1) خطاب عمودي أطرافه مخاطِب و مخاطَب :
إيجابياته :
إحتفاظ المخاطِب بعلو فكره و تعمقه في نقاش الأصل لا الفرع من الشئ ، و بالتالي فسح مجال لمزيد البحث و التعمق في تحليل الفكرة و إثرائها
سلبياته :
ـ إنعدام جسر الخطابة بين المخاطِب و المخاطَب و بالتالي ضياع القصد من الخطاب و عدم الوصول للغاية منه
ـ إبتعاد المخاطِب صعودا و المخاطَب نزولا في الإجتهاد الفكري و بالتالي خلق فجوة تواصل بينهما و إنعدام الإستمرارية الفكرية عبر الأجيال و زوال الفكر بزوال المفكر الأصل و إنعدام الناقل
2) خطاب أفقي في مستوى المخاطِب أطرافه مخاطِب و مخاطَب :

خلق جسر الخطابة بين المخاطِب و المخاطَب و بالتالي إتيان القصد من الخطاب و الوصول للغاية منه
ـ إقتراب المخاطِب نزولا و المخاطَب صعودا لا يتعدى مستوى المخاطِب في الإجتهاد الفكري و بالتالي ملء فجوة التواصل بينهما و ضمان الإستمرارية الفكرية عبر الأجيال وبالتالي عدم زوال الفكر بزوال المفكر الأصل و إنعدام الناقل
سلبياته :
فقدان المخاطِب لعلو فكره و تعمقه في نقاش الفرع لا الأصل من الشئ ، و بالتالي غلق المجال أمام مزيد البحث و التعمق في تحليل الفكرة و إثرائها و إنشغال الطرفين لنقاش الجزء و الفصل من الكل و بالتالي ضياع فكر الكل و الأصل


2) خطاب أفقي في مستوى المخاطَب أطرافه مخاطِب و مخاطَب :
هو خطاب نظري بحت لا يمكن إدراكه ! لعدم تكافئ الطرفين فكريا و بالتالي إنعدام لغة التواصل و هذا هو ما يطرح إشكالا في صياغة الصراع الفكري و هو ما سيجعله منحصرا لدى فئة ( النخبة ) دون الأخرى !

لكن ماذا لو إعتمد الصراع الفكري على مفهوم الطبقية الفكرية ؟
ماذا لو صيغ الصراع بشكل هرمي مقسم لمستوايات ؟

لو أخذت هرما و قسمته مستويات ، لوجدت أن كل مستوى له شكل شبه منحرف ثلاثي الأبعاد و له 4 وجوه إن إستثنينا القاعدتين ، و له 8 أركان ، 4 أركان متصلة بالقاعدة الصغرى و 4 أركان بالقاعدة الكبرى !

إن إعتبرنا أن :
رأس الهرم يمثل نخبة النخبة و قاعدته تمثل أدنى العامة فكرا .
كل مستوى يمثل شريحة من العامة لها مستوى معين من الفكر.
كل ركن يمثل ركنا من أركان الصراع الفكري الأربع ( عقيدة ، إقتصاد ، إجتماع ، سياسة )
إرتفاع كل شبه منحرف هو الفارق الفكري بين الأفراد المنتمية لنفس المستوى

سنجد أن كل مجموعة لها نفس المستوى الفكري تتصارع فيما بينها في نفس المستوى ( تعمقا في الفكر ) و في نفس المجال ( أركان الصراع الفكري الأربعة ) ، كما سنجد أن الصراع ينقسم في المستوى الواحد لعدد لا متناه من المستويات تحده صعودا و نزولا قاعدة فاصلة بين المستوى الأعلى و المستوى الأدنى فمن إستوفى مستواه فله أن يرتفع لقاعدة المستوى الموالي و يلتحم بقاعدته
و تبقى علاقة المستوى الأعلى بالمستوى الأدنى منه مباشرة مكفولة للقاعدة الدنيا ( القاعدة الكبرى ) و هي التي ستضمن تواصل الفكر من مستوى لمستوى أدنى مباشرة
في آخر مراحل الصراع ستصبح كل الأركان مجتمعة في ركن واحد و هي رأس الهرم و بالتالي لن تفصل العقيدة عن السياسة عن المجتمع عن الإقتصاد و ستصبح كلها " كلا " إما أن نقبله أو نرفضه !

يبقى السؤال المطروح : من أين يبدأ الصراع في مستوى النخبة أو مستوى العامة ! و هل يجب أن تتزامن الصراعات الفكرية بين كل المستويات أم يكون ذلك مرحليا ...؟



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.