الأربعاء، 21 ديسمبر 2011
دجــو رد على مقال : "الحل بيد السبسي" لصالح الحاجة الصادر اليوم 18 أفريل 2011 بجريدة الصريح :
سي صالح الحاجة قرأت مقالك هذا الصباح ، فوجئت بتلك الجرأة الكبيرة التي أصبحت تتحلى بها كلماتك ، هكذا فجأة !!
أيام بن علي لم أقرأ لك سوى كلمات المناشدة و تعديد إنجازات سيادة رئيس الجمهورية الموقر ، لم أكن أبالي فلم تكن الأسوأ بين صحفيي العار ، و لكن مفاجأتي الكبرى كانت بعد الثورة ، تحرر العقل التونسي و تحرر الفكر لدى التونسي و مارس الشعب لأول مرة حرية التعبير التي لطالما سمع عنها .
تحرر الكل ، إلا بعض النفوس المريضة ، مازالت لم تستوعب بعد أن تونس قد نزعت ثوبها البنفسجي الباهت و إزتانت بحلتها الخضراء العتيقة ، تونس تحررت يا سي صالح الحاجة و حرية الصحافة اليوم على وشك أن يكون واقعا نعيشه لولا بعض العوائق والتي يتسبب فيها أمثالك، .
قرأت مقالك و تأكدت أن لا ينفع العقار في ما أفسده الدهر ؛
شكر مقام التقديس للباجي قائد السبسي ، ذلك الذي لم تتحدث عنه حتى بكلمات مقتضبة حين كان بن علي موجودا و بعد ذلك حين تم تعيينه رئيسا للوزراء ؛ اليوم و بعد أن صرح بعدم رضاه عن إقصاء التجمعيين غمرتك المشاعر و الحنين للماضي ، ماضي المناشدات ، ماضي المدح حتى الغزل في بن علي ، في غمرة هذه المشاعر تخمرت ، حتى كتب قلمك دون سيطرة منك ـ و أنقل هنا ما قلته حرفيا ـ :
==============
كل يوم أتأكد أن تونس محظوظة بتولي السيد الباجي قائد السبسي رئاسة الحكومة المؤقتة في هذه الظروف الصعبة و الدقيقة .. و المفتوحة على كل الإحتمالات و أتأكد كذلك أن الله أراد ببلادنا خيرا عندما تحمل السي الباجي المسؤولية بشجاعة و محبة خالصة للوطن و للتونسيين .
==============
كلام حقيقة أفحمني ، بالمعنى الهزلي لكلمة إفحام ، واصت القراءة علي أجد مفاجأة في مقالك تفند ما ورد على ذهني من ذكريات أيام المناشدات و أجواء رفع التحديات ـ و أنقل هنا ما قلته حرفيا ـ :
==============
وقد تأكد لدي هذا الإنطباع مرة أخرى بعد أن إستمعت إليه و هو يعلق و يحلل و يفكر بصوت مرتفع حول نية إقصاء التجمعيين ... و هي نية خاصة لدى البعض ... و ليست عامة لدى الجميع ... و لا تعبر عن الشعب التونسي و قد تكون نية طيبة و لكنها على طيبتها لن تخدم تونس خصوصا في هذه المرحلة و هي تواجه فترة من أصعب فترات تاريخها الحديث .
==============
أكملت هذه الفقرة و علت رأسي نقطتا إستفهام و تعجب كبيرتين !! رفعت عينيا عن الجريدة ، تمتمت بكلمات لم أفهمها حتى أنا ، فركت عينيا ، أعدت القراءة ، حقيقة لم أخطأ !
نية خاصة لدى البعض ، و ليست عامة لدى الجميع ... و لا تعبر عن الشعب التونسي ؟؟؟؟
سي صالح الحاجة ، أين كنت حين نظم إعتصام القصبة 1 ، 2 و 3 ؟؟ إحدى أهم أهم مطالب تلك الإعتصامات حل التجمع الدستوري الديميقراطي ! ستقول أنك لست قصباويا ، و أنك قباوي و هذا ما قد لا أستغربه .
أين كنت حين كان الثوار يهتفون : خبز و ماء و التجمع لا ! حين كانوا يهتفون : أر سي دي ديڨاج ! حين كانوا يهتفون : يسقط حزب الدستور يسقط جلاد الشعب !
ثم كيف لك أن تدعي معرفة ما يريده الشعب و أنت الذي كنت في خدمة من هم ضد إرادة الشعب لمدة 23 سنة ، وحتى حين إنتفض الشعب و أراد أن يكرس إرادته وقفت أنت و جريدتك في وجه إرادته ! ما أدراك أنت بإرادة الشعب ؟
ثم كيف لك أن تصف أسعد لحظات تونس و أنبلها و أقواها على مر تاريخها المعاصر ، لحظات بناء تونس الدولة المدنية الحرة الديمقراطية بأنها فترة من أصعب فترات تاريخ تونس الحديث ؟؟؟
أحسست بالدم يغلي في رأسي و تشنجت أعصابي و لكني أكملت القراءة بقيت كلماتك تصعد في إستفزازها ـ أنقل كالعادة الفقرة التالية من المقال ـ :
============
لقد تكلم سي الباجي كلام المسؤول الناضج الذي يصر على العقلانية و الرصانة و الواقعية حتى و إن سار في الإتجاه المعاكس و حتى لو إقتضاه الأمر إتخاذ قرارات غير شعبية . و ما قاله سي الباجي من ضرورة التمعن في قرار الإقصاء و دراسته و تحليله و عرضه على الإستفتاء الشعبي إذا لزم الأمر و هو ما يقوله العقل و المنطق و الحكمة
============
أكملت قراءة هذه الفقرة وضعت يدي على رأسي ، تنهدت ، أحسست بدوار و شعور بالقزز ! شعور إفتقدته منذ مدة ، منذ كانت تونس لا ترى إلا بعيون بنفسجية .
حتى لو إقتضاه الأمر إتخاذ قرارات غير شعبية ؟؟؟ دعوة علنية للتفرد بالقرار ؟ للتفرد بالحكم ؟ أثار الشعب ليستبدل ديكتاتورية بأخرى ؟؟ سؤالي الذي سبق و أن طرحته لم يعد إستنكاريا ! حقيقة أصبحت أنتظر منك جوابا : هل كنت حاضرا حين إندلعت الثورة ؟ هل كنت تعيش في تونس التي كنا نعيشها ؟؟
ثم ، كيف لك أن تقترح إستفتاء الشعب حول مشاركة التجمعيين في انتخابات ؟ هل يعقل أن يصوت المواطن أربع مرات مرات في نفس السنة ؟ مرة لتقرير مصير التجمعيين ، مرة للإنتخاب أعضاء المجلس التأسيسي ، و مرة لإختيار رئيس و مرة لإختيار أعضاء مجلس النواب !
صدقني إن قلت لك أن كلامك إستفزني لدرجة لم أستطع أن أكمل المقال ، ولكن ما شد إنتباهي في ما تبقى بل و ما أثار دهشتي هو قولك بكل دنائة و ثقة في النفس
=========
إن إقصاء التجمعيين معناه و بكل بساطة تدشين مرحلة الدخول في المجهول ... ثم إنه قرار يتناقض مع ما ننشده من ديمقراطية و تعددية و تعايش بين الجميع مهما إختلفت مشاربهم و أفكارهم و مذاهبهم .
=========
هنا ، كنت ستتسبب يا سي صالح الحاجة في قتل مواطن بريئ لا ذبنب له سوى أن العاثر شاء أن يقع مقال كتبته أنت بين يديه ، حقيقة لم أفهم كيف لتونسي يدعي الشرف و المصداقية و يدعي دعمه للحرية أن يتفوه بما كتبت ؟؟؟
إقصاء التجمعيين معناه تدشين مرحلة الدخول في المجهول ؟ و أين كانت تونس حين كان التجمعيون يحكمونها ؟ ألم تكن في أسفل قاع مستنقع المجهول و الضياع و الفراغ ؟؟ أم أنك تأثرت بكلمات المدح و الشكر التي لطالما توجهت بها لسيادة رئيس جمهوريتك البنفسجية عرفانا له بالجميل لإنجازاته العظيمة ؟
ثم كيف لفئة لا أقول أنها لم تدعم الثورة فقط ، فمن صمتو إبان الثورة كثر ، و لكن وقفت ضد الثورة و قاومتها ! كيف لهذة الفئة أن تنعم بثمار الثورة ؟ ألم تتعلم الدرس بعد ؟؟ ثورتنا جائت بديمقراطية !! و القاعدة الأولى في الديمقراطية تقول : لا ديمقراطية مع أعداء الديمقراطية !!
هممت بلف الجريدة حين شدتني كلمة أخرى في نفس المقال ـ أنقلها بكل أمانة ـ :
=========
إننا على يقين من أن سي الباجي سوف ينقذ التجمعيين الشرفاء و النزهاء من تحويلهم لفئة من المنبوذين في مجتمعهم ...
=========
أكملت قراءة هذه الجملة ، لففت الجريدة و رميتها في سلة المهملات و تأكدت حينها أن تونس لن تتقدم ما لم يعد التونسي يعتبر صفة تجمعي تهمة
و هذا كلام موجه لك ، يا سي صالح الحاجة و لأمثالك ممن لم يدركوا بعد أن عجلة الزمان قد دارت و أن الموازين قد إختلفت و لم يعودو في موقف قوة يسمح لهم بنعت الآخر بالرجعية والجذب للخلف ، فقد أصبحو هم الآن من يلعب هذا الدور ، و كل الشعب واع بهذا !
بعيدا عن الأجواء السياسية المشحونة و العاطفة التي أصبحت تحرك كيان المواطن التونسي في هذه الفترة و في لحظة صراحة و صدق نقفها أمام أنفسنا و الصدق مع النفس أول خطوة نحو الصدق مع الآخر و النزاهة في المعاملات لا يسعنا إلا أن نقر بأنه مهما إختلفت المسميات يبقى المسمى واحدا ، و مهمى إختلفت الأوصاف يبقى الموصوف واحدا ، الإقصاء هو الإقصاء ، مهما كان من سيقع عليه الفعل ، إسلاميا ، يساريا ، قوميا ، أو حتى تجمعيا كان !!!
الإقصاء هو الإقصاء ، و هذه حقيقة لا تخفى عن عاقل ، كذب كل من إدعى غير ذلك .
و لكن بعد الثورة التي تنادي بالديمقراطية و تحارب الإقصاء : يطرح ظرورة سؤالان : إلى أي مدى يمكن تطبيق الديمقراطية و تبنيه و إلى أي مدى نلغي الإقصاء ونحاربه ؟؟
لا أنتظر منك و منهم جوابا لأن الجواب لا يملكه إلا نشأ فكريا في مدرسة ثورية و أنتم لم و لن تكونو كذا !
الجواب جملة على كل تجمعي أن يحفظها :
لا ديمقراطية مع أعداء الديمقراطية !
دجو المشلول من جرأة التجمعيين الأنذال و رقعتهم ! دجو الي باش يرجع يغني ديــــــــــــڨاج !!
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.