الأحد، 28 أغسطس 2011

الجزء الأول من رواية : المغبونة


الجزء الأول من رواية : المغبونة
تأليف :  دجو
______________________________
... جرات وراه لفم الباب ، الفولارة متاعها على أكتافها و شعرها هايج ، وجها أحمر و عينيها الكلها دموع ، جرات وراه و هي تتطايح ، الكبر عامل فيها و هو ماشي مخيلها وراه ، يمشي بخطوات رصينة مقدم صدروا و هاز راسو ، كيف تشوفو تحسوا عارف روحو فين ماشي ، عارف ثنيتو ، عارف طريقو ، عارف آش إختار .

طاحت و هي تجري و صاحت تبكي :
ـ ياوليدي !! علاش خارج !! الدنيا شاعلة لبرة !! الكرطوش ما يفرقش بين أنثى و لا ذكر !! بين كبير و صغير !! ماني ميمتك !! علاش تشويلي كبدتي هكة !! راك مازلت صغير !! الكلاب ربي يهدهم، شكون باش ينجمهم ، الكرطوش في يديهم يقتلوك و ما يرحموش !! علاش تكويني فيك ، راك إنت الي خرجت بيه مالدنية !!
سمعها ، عينيه رغرغت بالدموع ، وقف ، تلفتلها شاف حالتها ، قلبو سخف ، رجعلها ، عينيه بكلها دموع ، آما فمة حاجة غريبة فيهم ، دموع متاع إنسان ضعيف صحيح لكن فمة حاجة من داخل كانت تقول إلي فمة قوة جبارة فيهم !! كب عليها و هو يبكي باسها من راسها و و كب على يديها يبوس فيهم و يبكي ، هز راسو ، عينيه في عينها ، تبسم و عينه كلها دموع و قالها :

ـ يامي !! كيف إنت تشدني و تقلي ما تخرجش ، و كيف زهرة أختك تشد محمد علي ولدها و كيف مبروكة جارتك تشد لسعد و حمة و خميس ولادها !! هالبلاد !! شكون باش ياقفلها !! و هالكلاب شكون باش ياقفلهم !! هالفقر و الميزيريا الي عايشين فيها كيفاش باش نخرجوا منهم !! الدار الي يحبوا يفكوهالنا !! شكون باش يوقفهم ؟؟ ماو لازم نخرجولهم !! يامي راك جبت راجل وربيت راجل و كبرت راجل !! كيفاش تحبني اليوم نشد الدار و آنا نشوف فيهم يقتلوا فينا على بعضنا عامل ولا موش عامل !! يامي ربيتني و قتلي الظلم كفر !! يامي راك تعرف ربي !! رآك ربيتني ما نظلمش غيري و ما نخليش شكون يتظلم قدامي !! يامي ؟

هزت راسها و بدات تهدى شوية ، هو كيف شافها هكاك زاد تبسم ، و قلها :

ــ تتفكر وقت جاك عم حمد و آنا صغير يشكي بيا على خاطر شدني متشعبط على الحيط و نسرق في البوصاع من الشجرة متاعوا !! تتفكر آش عمتلي يامي وقتها ؟؟؟ عطيتني زوز كفوف قداموا يامي !! و كملت قتلي كلمة عمري ما ننساها !! قتلي... متاع الناس للناس و كان ما قدرتش باش تعمل كيفوا أرضي بالي كتبلك ربي ... وقتها يامي ما عندكش فلوس !! وقتها كنت إنت تخدم في الديار باش تكبرني !! نتفكر وقتها مشيت للخضار متاع الحومة و كرديت زوز كيلو بوصاع و قسمتو كيلو كيلو ! كيلو قتلي هذا ليك برد فيه قلبك وحدك ! و كيلو عبيتهولي في ساشي و بعثتني لدار عم حمد و قتلي مدهولوا و أطلب السماح !!
تتفكر يامي ؟ كان نسيت آنا مازلت نتفكر !!

هزت عينيها ، غزرتلو غزرة غيبة و زادت تطرشقت بالبكاء !! هي تعنق فيه و تبوس !

كمل كلامو و هو يهز فيها مالقاع :

يامي !! كان تتفكر بعدها بنهارين !! آنا قاعد معاك في الدار ، راسي على حجرك و إنت تلعبلي على شعري تحكيلي على بابا الله يرحموا كيفاش كان راجل و الناس الكل تقدروا و تشهد بيه ، وقداش كان عامل مليح في حياتو و كيفاش كان على نياتو ، حكيتلي وقتها و قتلي الزيتون و الفيرما و الغنم متاع عمك حمد !! هذاكا رزق بوك الله يرحموا ، بعد ما مات هو لم الملمة و إلي فمة و عطانا هالخربة هاذي و قلنا إحمدوا ربي !!!
حكيتلي وقتها و قتلي مشيت للمحكمة و رفعت قضية ، خسرتها ، و كيف سألت علاش قالولك :
يا مدام سي حمد نسيبك ، ما ينجموا حد !!! راهو عندو الأكتاف !! راك ما تنجموش !! راهو العمدة هنا !!
عم حمد الي جاي يعارك فينا و يسب فينا على كعبتين بوصاع نحيتهم آنا من شجرتو باش نجيبلك كعبة و ناكل كعبة !! الشجرة إلي جاي يعارك عليها ، زارعها على رزقنا يامي !!
وقتها قمت و قتلك !! يجي نهار يامي !! و رزقنا يرجعلنا !! يجي نهار و نرجع رزق بابا !! يجي نهار و نخرج الظالم منها ، يجي نهار نكبر و نولي قد عمي و نولي قوي و نجم نغلبو !!
وقتها يامي ما فهمتش حكاية القانون و المعارف و المحاكم ، في بالي ما نجمتش ترجع حقك خاطر هو راجل و قوي و إنت مرا و ضعيفة ، في بالي على خاطر هو يغلبك و ينجم يضربك !!
هكة مشى في بالي !!
آما اليوم يامي !! كبرت ، و فهمت ، يامي راني كل ما نتذكر قداش تشحطط عليا من خدمة لخدمة في الديار و في الذل و قداش من مرة روحت تبكي و آنا مش فاهم علاش ، بعد نسمعك تحكي مع أختك تقلها راو مول الدار حب يتعدى عليا ، إنت وقتها كنت نوارة في عز شبابك ، راجلك يرحمو و ينعمو خلالك رزق آما الظالم هز الرزق و خلاك تكبر في صغير وحدك ، ساكنة في خربة ، في العيد يامي ! كنت نحسها و ما نقولش باش ما نبكيكش !
ولاد عمي في العيد الصغير يجيو يتفوخروا بآش شرالهم عمي ، لبسة و لعب و فلوس متاع مهبى ، وآنا لابس هاكا الكبوط المقطع و السروال المرقع و الصندال في عز الشتاء ! وقتها كنت نموت بالحمصة !!
على خاطر هوما يتفوخروا قدامي برزقي و رزقك و رزق بابا يرحموا !! وقتها يامي ، كنت نمشي للسطح و نقعد نبكي وحدي ، ما نحبش نبكي قدامك ، خاطر ما كنتش نجم نشوف دموعك !
في العيد الكبير يامي ؟ كنت كيف نشوف أولاد عمي يدورو بزوز علالش ، كبش للعرك و كبش للذبيحة ، يدوروا و يتفوخروا بيهم قدامي ، أولاد الحومة الكل يامي ، كانوا بعلالشهم و كباشهم كان آنا يامي !!
وقتها كنت نهرب نمشي لحضنك ، تقعد تلعبلي على شعري ! و تحكيلي على بابا يامي ، تحكي و إنت تبكي و آنا نبوس و نسكت فيك يامي ! نهار العيد كنت نشم في اللحم المشوي من دار عمي و ديار الجيران ، و كنت نراك كيفاش تلوم في وجهك قدامي و آنا كنت نقلك : ما نعرفش كيفاش ينجموا ياكلو اللحم يامي ! إخخ نعافو آنا !! كنت يامي نتشهى في لحمة آما كنت نحشم باش نتكلم باش ما نشوفش دموعك يامي ! نتفكر وقتها ! كنت تمشي تكردي فخذ دجاج و تعطيبهولي كاملو تقلي : آيا آش كون كيفك يا حلوف هوكا فخذ كامل ليك إنت !! و آنا نبدى فرحان ، صحيح حاسس على خاطر أيام اللعب مع العلوش ما كانش عندي علوش ، نسرح بيه و نعرك بيه مع أولاد الحومة ، آما وقت تحطلي إنت الصحن ! كنت نطير بالفرحة ، المشكل إنو فخذ واحد !! إنت تقلي ما عينيش باش ناكل لكن آنا كنت نفهم إلي إنت ما عندكش فلوس باش تاخو واحد آخر ، ناديلك باش تاكل معايا ، تقلي لا ما نحبش هذاكا ليك إنت ، نشد فيك صحيح و نحلف ، تاخو شوية و تقلي هاو على والله !! تتفكر يامي؟؟ وقتها صحيح كنت صغير و ما في مخي شئ آما وقتها كنت كل ما نجي باش نرقد ، نقرى شوية قرآن نقول نكبر و نولي راجل و نولي قوي ، نغلب عمي و نرجع رزقنا !! صغير وقتها يامي !! آما هاكا وعد قطعتو على روحي يامي !!
اليوم كبرت !!! و عرفت إلي المشكلة موش مع عمي !! المشكلة مع الكلاب الي متحنش بيهم عمي !!
المشكلة موش في عمي و لا في ولادو ، المشكلة في الكلاب إلي يخدم عندهم عمي ، عمي مالو إلا بعبوص كبار في شكارة كبيرة !! اليوم يامي ، هالشكارة باش تتفلق ! الرجال و النساء المغبونين كيفي و كيفك ، خرجوا اليوم للشارع ، خرجوا باش يقصوا يد السارق باش يرجعوا أرزاقهم و أرزاق المغبونين الي كيفهم ، اليوم خرجوا و قدام عينهم كان قصان يدين السارق و الظالم !!

كمل آخر كلمة هو يهز في أمو مالقاع ، وقفت على ساقيها و عينيها كلها دموع ، باستو من راسو و قتلو برة ! برة ربي ينصرك على مين يعاديك !! ما نرضى عليك كان ما تقصلهم يديهم !
باسها من راسها ، تلفت و نحى مريولو ، لف بيه على وجهوا هز حجرتين و مشى بخطوات رصينة حتى وصل حذى صاحبو أيمن إلي كان يستنى فيه و كملو ثنيتهم ماشين في ثنية مركز الحرس ...
هو مشى و هي وقفت في فم الباب ، قعدت تبع فيه بعينيها حتى لين غاب و هو و صاحبو ، قلبها عصر عليها آما تقوات باش ما تناديلوش ، دخلت ، جبدت السبحة و رجعت لتركينها متاع العادة ، تحت الشباك متاع الحوش ، على الكليم و الجلد متاع العادة و قدام القلة متاع الماء متاع العادة ....


يتبع إن شاء الله


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.